فضاء حر

أزمة الحوثيين في صنعاء متاح سياسي يعزز فرص الخيار العسكري

يمنات
يمكن رصد مسارين سياسي وعسكري في تداعيات الأزمة التي خلفتها تظاهرات الحوثيين وبعض القوى الثورية التي استمرت في تظاهراتها المحددة لثلاثة مطالب تبدأ بإلغاء قرارات الجرعة السعرية واسقاط الحكومة وتنتهي بتنفيذ مقررات الحوار الوطني.
المسار السياسي بدا بالمساعي التي قادها الرئيس هادي لاحتواء التظاهرات وما صاحبها من مظاهر مسلحة والتي رأى فيها تمردا على مقررات الحوار الوطني، فضلا عن دعوته كل القوى تحمل مسؤوليتها حيال هذه الأزمة، ودعوته لعقد لقاء وطني عاجل بمشاركة الفعاليات السياسية والعلماء والشخصيات الاجتماعية التدارس الأوضاع الطارئة التي قال أنها تهدد الأمن والاستقرار في اليمن.
يضاف إلى ذلك رسالة سفراء “الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية” والتي افصحت عن توجهات قد تكون المتاح الوحيد في الساعات القادمة بتشكيل حكومة جديدة، يشارك فيها الحوثيون والشروع بتنفيذ مقررات الحوار الوطني.
و الحوثيين ربما تفاجأوا بالخيار الذي أعلنته الدول العشر في رسالتها إلى السيد عبد الملك الحوثي، ولذلك جاء تأكيد ناطقهم الرسمي محمد عبد السلام بأن أي طرف محلي أو دولي لم يجر معهم مشاورات على هذا الخيار، من دون أن يعلن رفضهم له.
افصح الحوثيون في ردهم على رسالة سفراء الدول العشر أن القضية الأساسية تمكن في سرقة أهداف الثورة والجور الذي انتجته سياسية المحاصصة والتقاسم والتي استحوذ فيها الاخوان على رأس الكبش في معادلة الحكم، في حين كانت المواقف الاخرى موجهة لأنصارهم وفي أحيان خطلا للأوراق.
المسار العسكري
بيان اللجنة الأمنية العليا والذي بدا أنه قد استنفذ كل خيارات الاحتواء السلمي للأزمة الناشبة، كان واضحا في توجيه انذار للمسلحين الحوثيين في إطار مهلة لرفع المظاهر المسلحة من محيط العاصمة وتحديدا المجاميع التي تمركزت في مناطق عدة جنوب وشمال وغرب صنعاء.
واستنادا إلى معطيات على الأرض فان هذا الخيار يمضي بصورة سريعة للغاية وربما يقود إلى تعقيدات كبيرة في حال لم يتدارك الحوثيون الموقف، وهم بلا شك سيكونون الخاسر الاكبر.
حتى يوم الاثنين لم يكن الحوثيون بنشر مسلحيهم في محيط العاصمة يخططون لحصار العاصمة كما يشاع بل ارادوا حماية التظاهرات التي كانت اطراف تخطط لإجهاضها في العاصمة بهجمات تستهدف المتظاهرين وتؤدي إلى تشتتهم لانتزاع قيادة الحوثيين للشارع.
و بسبب منع الدفاع والداخلية دخول المسلحين إلى العاصمة لحماية التظاهرات، تمركزوا في ضواحيها.
لكن المشهد تغير كليا يوم الثلاثاء، بعدما شرعوا ببناء متاريس وحفر خنادق في مناطق عدة بمحيط العاصمة، بالتزامن مع ظهور اللغة الثأرية لدى الحوثيين نتيجة الثمن الذي دفعوه في انحيازهم للخيار السلمي خلال الفترة منذ ما قبل مؤتمر الحوار الوطني وحتى اليوم.
رغم أن ملامح الانفراج السياسي الذي لا يزال يدور في أفق المطلبين الثاني والثالث، وهما المطلبين القابلين للتنفيذ والمدعومين من المجتمع الدولي، يظل تمسك الحوثيين بمطلبهم العبثي اسقاط الجرعة السعرية مؤشر على إمكان انهيار الحل السياسي.
الأوضاع تبدوا مفتوحة على كل الاحتمالات .. ويتعين الا نبقى مراقبين فقط.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى